ادمان المقامرة

ادمان المقامرة

ادمان المقامرة

القمار هو عبارة عن ممارسة يقوم بها فرد او أكثر بحيث يراهن بالمال أو الممتلكات، ويلعب عنصرا العشوائية والحظ دورًا كبيرًا في القمار. وينتهي الامر بوجود رابح وخاسر بحسب معايير الحظ وبدون موضوعية.
اشكال القمار مختلفة ومتعددة، ووجه الشبه بينها هو ان جميعها تعتمد على الحظ بشكل او بآخر. وفيما يلي أبرز اشكال القمار:

  • ماكينات القمار
  • اليانصيب
  • بطاقات القشط
  • القمار على الانترنت
  • المراهنات الرياضية

بسبب تطور وتنوع أنماط القمار في ظل التكنولوجيا الناشئة، فانه قد أصبح من الصعب تشخيص هؤلاء الذين يعانون من اضطرابات المقامرة او ادمان القمار.
ان ادمان القمار عبارة عن اللجوء للمقامرة بمختلف الحالات النفسية بشكل غير مستقر، وهو عدم قدرة كبح الرغبات والاندفاعات وخلل في السيطرة على النفس اتجاه القمار. فلا يعرف هذا الشخص الاكتفاء ولا يستطيع التوقف عن القمار بالرغم من رؤيته لخساراته المتتالية التي لم يعد بمقدوره تحمل تكلفتها.  ان ادمان القمار من شأنه التأثير سلبًا على حياة الشخص على الصعيدين الشخصي والاجتماعي.
ان حدة مشاكل القمار وادمان القمار متباينة، فهي متدرجة من الطفيفة الى القوية. حتى انه من الممكن ان يشكل القمار حالة مرضية لدى البعض التي تدعى بالقمار القهري او المرضي. ولهذه الحالة تأثيرات سلبية على النفس، على الدماغ، وعلى المجتمع. بحيث انها تسبب الإحباط وترفع نسب الامراض النفسية وتغير في الشخصية هذا وبعيدًا عن الخسارات المادية وضياع الوقت وتفكك الاسر.

عدم قدرة السيطرة على الاندفاعات

السيطرة على الاندفاعات تكمن في السيطرة على الرغبات وهو نشاط شائع نشأ في الأساس في مجال علاج الإدمان حيث يتم حث الناس على التحكم في موجات الرغبات الملحة التي تأتي وتذهب. قد تبدو بعض الاندفاعات أو الرغبات الشديدة في استخدامها وكأنها تستمر مدى الحياة، ولكن في الواقع، غالبًا ما تكون أقصر بكثير وغالبًا ما ترتبط بمحفزات محددة تحدث داخلنا او حولنا.

في الغالب فان الرغبات الملحة تستمر لمدة 15 دقيقة بالمعدل، لذا فإن الطريقة الأكثر منطقية للتعامل مع هذه الرغبات هي التأجيل باستخدام عندما الشعور بهذه الرغبة لأول مرة. ومع ذلك، فإن هذا الامر يستلزم الدراية والصبر لمعرفة أن الرغبة يمكن وسوف تزول. غالبًا ما نطلق على هذا مصطلح “ركوب الأمواج”. اتطلع على قوة الرغبة في الموجة ثم قم بركوب الموجة حتى تختفي الرغبة.

لا تأتي الرغبات الملحة فقط على شكل إدمان. تأتي هذه الرغبات أيضًا على شكل عادات وردود فعل عقلية مثل الرغبة والميل للرد بنفس الطريقة التي اعتدنا عليها في الماضي، والرغبة للاندفاع بغضب، والرغبة في العيش تبعًا لنفسنا الطفولية بدلاً من اتباع قيم نفسنا الناضجة والمسؤولة.

الجميع يختبر هذه المشاعر. لكن عند الرد على هذه المشاعر بالطريقة التي اعتدنا عليها سابقًا، فسوف نواجه النتائج غير المرغوبة التي اعتدنا على مواجهتها دائمًا. لذلك، فيما يلي خمس استراتيجيات يمكن أن تساعدنا في التعامل مع هذه الرغبات الملحة والاندفاعات.

  • التأجيل
  • الهرب
  • التجنب
  • صرف الانتباه
  • الاستبدال

التأخير بمعنى تأجيل ردة الفعل أو استخدام أو الاستسلام للرغبة لبعض الوقت ومعرفة أن الرغبة ستزول في النهاية. وهذا من شأنه ان يؤدي إلى تغيير التجربة الناتجة وبالتالي يجعلك قادرًا على التعامل مع الحدث بشكل أفضل وعواقب اقل، فكم مرة قلنا جميعًا شيئًا في غضب وأسفنا عليه لاحقًا؟

الهروب إبعاد نفسك عن الموقف الذي يثيرك. حتى عند التواجد في الأماكن التي من شأنها ان تولد الشعور بالرغبة يمكنك دائمًا الهروب وهذا ليس خاطئًا، توقف دون المناقشة واعذر نفسك. وبهذا السياق فانه يتوجب عليك تجنب المواقف التي تعرف أنها يمكن أن تؤدي إلى تحفيز توليد الرغبة مسبقًا.

التجنب اي أنه يمكنك التحكم في الرغبة عن طريق اشغال نفسك. لا تسمح لنفسك بالجلوس فقط والتفكير في تلك الرغبة، بل وجه تركيزك نحو نشاط آخر. بالنسبة للبعض قد يكون النشاط عبارة عن نشاط فني، او مجرد مشاهدة التلفاز، أو قراءة كتاب، أو المشي، أو الاستحمام، أو ممارسة التمارين الرياضية، وهو ما يمكن أن يكون مفيدًا بشكل خاص عند الشعور بالغضب. ضع شيئًا آخر في حياتك لتشغل نفسك عن تلك الامور التي من شأنها أن تؤدي إلى توليد الرغبة.

أخيرًا، الاستبدال اي استبدال السلوك. فإذا كنت تشعر بالرغبة بالمقامرة على سبيل المثال، استبدلها بالذهاب في نزهة كسلوك جديد تقول به كلما شعرت بهذه الرغبة. إذا كنت تواجه مشاكل تتعلق بالتدخين، فقم بتغيير سلوكك بحيث عندما تشتهي التدخين، تأكل قطعة من الفاكهة أو الخضار. على الرغم من أن اكل الخضار او الفاكهة قد لا يضفي نفس التأثير، إلا أنه لا يزال يساعد في الاعتناء بهذه العادة المتمثلة ببساطة في وضع شيء في فمك.

لذلك من المهم التذكر التخلص من الإدمان هو عبارة عن ممارسة مستمرة مع القيام باختيار الاستراتيجيات التي تساعدنا على تكوين عادات جديدة صحية أكثر لخلق أنماط تفكير نريدها وإزالة اندفاعات ورغبات غير مرغوب بها
.

دائرة إدمان القمار

من الممكن القول بأن ادمان القمار هو سلوك مكتسب. بغض النظر عن كيفية اكتساب هذا السلوك الا انه لا يظهر تلقائيًا في الطريقة التي قد يظهر بها المرض. بمجرد الادراك أننا نعاني من إدمان المقامرة، يمكننا اتخاذ قرار واعٍ لإحداث تغيير في حياتنا.

ثمت مراحل للإدمان وعلى الرغم من اختلافها لكنها من الجائز أن تتبع بعضها البعض في كثير من الأحيان:

  1. ما قبل التأمل:
    لم يتم تحديد المشكلة وبالتالي لا يوجد دافع للتغيير
  2. التأملي:
    تنشأ أفكار حول ما إذا كان التغيير مطلوبًا أو ممكنًا
  3. التخطيط:
    يتم اتخاذ قرار بأن التغيير مطلوب وممكن – ويتم وضع الخطط فيما يتعلق بكيفية حدوث ذلك
  4. العمل:
    يتم وضع الخطط موضع التنفيذ
  5. الحفاظ:
    يتم وضع العوائق لضمان استمرار النجاح
  6. الانتكاس:
    ممارسة الإدمان مرة أخرى ويعود الفرد إلى مرحلة ما قبل التأمل.

لن يمر كل مدمني القمار في كل مرحلة من هذه المراحل وقد لا يدخلوها في هذا الترتيب الخاص، ولكن ما هو معروف في المعاناة من الإدمان من أي نوع هو قدرة وقوة اتخاذ القرار الواعي. من أجل تغيير حياتنا، يجب نقل الإدمان من العقل اللاواعي إلى العقل الواعي حيث بالوسع اتخاذ القرارات الصحيحة أثناء الوجود في حالة “الوعي”.

ترجمة »